DAFG

الاجتماع العام لجمعية الصداقة العربية الألمانية وحفل الاستقبال السنوي 2025

عقدت جمعية الصداقة العربية الألمانية في 25 أيلول/سبتمبر 2025، اجتماعها العام السنوي للأعضاء في دار ويلي برانت في برلين،

 ...
DAFG, Kultur, Bildung & Wissenschaft

كلمات تجمع العوالم – لقاء ثقافي بين ألمانيا واليمن

في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر 2025، نظّمت جمعية الصداقة العربية الألمانية بالتعاون مع سفارة الجمهورية اليمنية في برلين

 ...
DAFG, Politik

حوار بين السفراء والدبلوماسيين الألمان ودول مجلس التعاون الخليجي

 اجتمع صباح اليوم في مقر جمعية الصداقة العربية الألمانية سفراء ودبلوماسيو دول مجلس التعاون الخليجي في ألمانيا مع نظرائهم

 ...
DAFG, Kultur, Bildung & Wissenschaft

"إحياء حلب كمدينة ما بعد الحرب": محاضرة للدكتورة رهف عرابي والأستاذ الدكتور فابيان تيل

اللاجئون هم أشخاص أُجبروا على مغادرة أوطانهم بسبب الحروب أو الصراعات أو الاضطهاد أو الأزمات التي تهدد حياتهم. ويعاني

 ...
DAFG

جمعية الصداقة العربية الالمانية تنعى ببالغ الحزن والأسى عضو مجلس إدارتها البارز الأستاذ الدكتور أودو شتاينباخ

فقدت دراسات الشرق الأوسط في ألمانيا إحدى أبرز شخصياتها، وفقد الشرق الأدنى والأوسط بأسره صوتًا متعاطفًا ومناصرًا صادقًا،

 ...

"إحياء حلب كمدينة ما بعد الحرب": محاضرة للدكتورة رهف عرابي والأستاذ الدكتور فابيان تيل

1 von 12

اللاجئون هم أشخاص أُجبروا على مغادرة أوطانهم بسبب الحروب أو الصراعات أو الاضطهاد أو الأزمات التي تهدد حياتهم. ويعاني الشعب الفلسطيني بشكل خاص من هذه المأساة؛ إذ تشير بيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى وجود ما يقرب من ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجَّل، والعدد في تزايد مستمر. وفي الدول المضيفة، يتعرض اللاجئون غالبًا للتمييز، ويُنظر إليهم باعتبارهم مجموعة متجانسة، مما يزيد من حدة صدماتهم ويؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. كما تسهم بعض وسائل الإعلام في تكريس صورة نمطية تصورهم على أنهم معتمدون على الدعم المالي. ومن هنا، يهدف مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية إلى تغيير هذه الصورة النمطية وإبراز إمكاناتهم وقدراتهم. وفي هذا السياق، نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية اجتماعها الدوري بتاريخ 5 آب/أغسطس 2025، تحت عنوان "ريادة الأعمال الاجتماعية للاجئين في الشرق الأوسط". شاركت في اللقاء السيدة أسيل جبريل، مديرة متجر المشروع في برلين، والسيدة نوال عرادة، مديرة مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية في مخيم جرش، فيما أدار الجلسة السيد مهتاب إسحاق المسؤول في جمعية الصداقة العربية الألمانية.

مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية

أوضحت السيدة أسيل جبريل أن مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية تأسس عام 2013 بمبادرة من المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية روبرتا فينتورا، كشركة خاصة انطلقت من مخيم جرش للاجئين الفلسطينيين في الأردن. ويُعد المشروع علامة تجارية متخصصة في الأزياء الفاخرة وأسلوب الحياة، تقوم فلسفتها على المسؤولية الاجتماعية، وتهدف إلى مساعدة آلاف اللاجئين من الشرق الأوسط على تجاوز خط الفقر، وتمكين النساء ليصبحن عناصر فاعلة في التغيير، وتسخير مواهبهن في تنمية مجتمعاتهن بشكل إيجابي. ومنذ انطلاقه، عمل المشروع مع مئات الحرفيين والحرفيات من فناني التطريز من اللاجئين، موفّرًا لهم ولأسرهم فرصًا عمل مستدامة، بما يضمن لهم الاستقلال الاقتصادي على المدى الطويل. وأضافت جبريل أن القيمة الجوهرية لعمل المشروع تتمثل في التأثير الاجتماعي، مشددة على ضرورة معاملة اللاجئين كأفراد لهم كرامة وحقوق، لا الاكتفاء بوصفهم بـ"لاجئين". وأوضحت أن اعتمادهم على الدعم المالي الحكومي يعود إلى ظروف قسرية وإخفاقات في السياسات العامة، مما يستلزم وضع سياسات وإرشادات واضحة تساعدهم على الاندماج في المجتمع والانخراط في سوق العمل.

وأكدت أن التزام المشروع يتجسد في العمل مع لاجئي مخيم جرش كشركاء وزملاء، ومعاملتهم كفنانين محترفين، معتبرة أن هذا النموذج ينبغي أن يكون مثالًا يُحتذى به في المبادرات الموجهة لدعم اللاجئين.

تجارب مباشرة من مخيم جرش

تحدثت السيدة نوال عرادة، مديرة المشروع، عبر الاتصال المرئي من مخيم جرش، عن تجارب النساء في المخيم مع مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية. وأوضحت أن هذا التعاون أتاح للنساء فرصًا جديدة كنّ محرومات منها في السابق، وأسهم في تحسين أوضاعهن على الصعيدين النفسي والاجتماعي. وبيّنت أن نحو 80% من النساء المشاركات في المشروع كنّ يعانين من الاكتئاب السريري قبل انخراطهن فيه، إلا أن العمل ضمن الفريق ساعدهن على التعافي النفسي واستعادة الثقة بالنفس. وسرعان ما نما فريق العمل ليضم أكثر من 600 سيدة، تمكنّ من خلاله من تحقيق دخل مستقل، وإعالة أسرهن، وتحسين جودة حياتهن بشكل ملموس. وأكدت عرادة أن المشروع لم يكتفِ بدعم التطريز الفلسطيني التقليدي الذي توارثته النساء عبر الأجيال، بل جعله محور نشاطه، وطوّره باستخدام أقمشة عالية الجودة، ليقدم مزيجًا فريدًا يجمع بين التصميم الإيطالي والحرفية الشرق أوسطية. وقد لاقى هذا الأسلوب تفاعلًا وإعجابًا كبيرين من العملاء. كما أن كل قطعة ملابس أو إكسسوار ينتجها المشروع – مثل الكوفية – تحمل اسم الحرفية التي صنعتها وقصتها الخاصة، بما ينسجم مع شعار المشروع: "ما هي القصة التي ترتديها؟"

مناقشات شيقة ومداخلات من الجمهور

شهدت الجلسة نقاشًا تفاعليًا أتاح للحضور فرصة طرح الأسئلة وتقديم المقترحات، وكان من أبرز محاور الحوار الدور المتغير للمرأة في المخيم على المستوى المجتمعي والهيكلي.  أوضحت نوال عرادة أن مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية وفّر للنساء مساحة آمنة للتعبير عن آرائهن ووجهات نظرهن بحرية، مما أسهم في تعزيز انفتاحهن، وزيادة تقبّل أسرهن لمشاركتهن، وتنمية استقلاليتهن في اتخاذ القرارات. وأكدت أن التعاون مع المشروع أحدث تحولًا ملحوظًا في الظروف الاجتماعية بالمخيم، حيث أصبح تمكين المرأة واقعًا ملموسًا في مختلف المجالات.

وعند سؤالها عن التواصل بين عملاء المشروع والحرفيات في مخيم جرش، قدّمت أسيل جبريل مثالًا عن عميلة تُدعى "حنة" رغبت في إضافة وردة على سترتها. تم نقل الفكرة مباشرة إلى الحرفيات، وأُدرج التصميم في برنامج المشروع تحت اسم "وردة حنة". وأوضحت أن هذا النهج التفاعلي يُطبَّق أيضًا مع ملاحظات العملاء، حيث تُنقل كلمات الثناء مباشرة إلى الفنانة التي أنجزت القطعة، مما يعزز التواصل الإنساني ويمنح الحرفيات تقديرًا مباشرًا لعملهن.

كما تطرّق النقاش إلى موضوع تعليم النساء في المخيم وأفادت جبريل أن المشروع يدير أكاديمية داخل المخيم تُتيح للنساء تعلم التطريز الفلسطيني مجانًا، حيث تتولى نساء من المخيم مهمة التعليم، ناقلات خبراتهن ومهاراتهن إلى الجيل الجديد، بما يضمن الحفاظ على جودة الحرفة واستمراريتها. واعتبرت جبريل أن هذا النموذج يجسّد روح التضامن والتماسك بين النساء. وفي ختام الجلسة، شددت المنسقة مهتاب إسحاق على أن اللاجئين، خلافًا للصورة النمطية التي تروّجها بعض وسائل الإعلام، يمتلكون مهارات ومواهب حقيقية، وكل ما يحتاجونه هو الفرص لإثبات قدراتهم. وأشارت إلى أن مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية قدّم نموذجًا عمليًا في هذا المجال، إذ أسهم في تمكين النساء، وتعزيز استقلاليتهن المالية، وتوسيع آفاق التبادل الثقافي بين المجتمعات.