DAFG

اجتماع وحفل استقبال الهيئة العامة لجمعية الصداقة العربية الألمانية 2024

 

عقدت جمعية الصداقة العربية الألمانية اجتماع الهيئة العامة في 18 مارس 2024 والذي خُتم بإقامة حفل استقبال خاص به، حيث

 ...
DAFG

رمضان كريم

يسر جمعية الصداقة العربية الألمانية أن تهنئ جميع المسلمين والمسلمات بحلول شهر رمضان المبارك

 

صورة: © Jonas Reiche/DAFG

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: رسم خرائط شواطئ الاتحاد الاوروبي القريبة

نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية في 6 مارس 2024 وبالتعاون مع مؤسسة برتلسمان، محاضرة ومناقشة تحت عنوان "الشرق الأوسط

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورؤيتها لفرص الاستثمار في ألمانيا

تشهد دول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عمليات تحديث عميقة ومستدامة وتكتسبان أهمية

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

السفير السعودي في لقاء مع رجال الأعمال في بادن فورتمبيرغ

شتوتغارت 6.2.2024

نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية وبناءً على دعوة وتعاون شركائها اتحاد رجال الأعمال بادن فورتمبيرغ 

 ...

سلسلة محاضرات معهد الآثار الألماني وجمعية الصداقة العربية الألمانية محاضرة الدكتور الدكتور بيرند مولر نيوهوف

1 von 12

كانت مستوطنات العصر البرونزي المبكر في شمال شرق الأردن محور محاضرة الدكتور  بيرند مولر نيوهوف والتي جاءت ضمن سلسلة محاضرات معهد الآثارالألماني وجمعية الصداقة العربية الألمانية الجديدة "الآثار والتراث الثقافي في العالم العربي" والتي إنطلقت بنجاح في 13 فبراير 2020.
وكالعادة كانت المحاضرة محط إهتمام العديد من الجهات كممثلي المعهد الآثار الألماني، ووزارة الخارجية الألمانية ومتاحف برلين والعديد من الضيوف من القطاعات المختلفة حيث إملتئت قاعة مكتب الجمعية بالحضور. بدوره رحب الأستاذ الدكتور كلاوس بيتر هازا  نائب رئيس الجمعية بالضيوف وشكر معهد الآثارالألماني على تقديم سلسلة المحاضرات الجديدة والتي تم من خلالها إتاحة الفرصة لأعضاء الجمعية والمهتمين من مختلف القطاعات من الإطلاع على الموضوعات المختلفة في علوم الآثار والتراث في العالم العربي ولاسيما المناطق المهمشة.

المناطق المهمشة أثرياً: مصدر هام للبحث عن المعلومات

في كلمته الترحيبية أوضح الدكتور أرنولف هوسليتر منسق سلسلة المحاضرات والمستشار العلمي في معهد الآثار الألماني مدى أهمية البحث العلمي والأثري في هذه المناطق وأشار إلى إنه لأمر مدهش أن نرى مدى تأثير نتائج البحوث في هذه المناطق وهي الأقل شهرة وغير المعروفة على التفسيرات الأثرية، ووجهات النظر العلمية في المجال ذو العلاقة وإعادة البناء العلمي والنظري في المناطق المعروفة والمتقدمة.

محاضر الأمسية الدكتور بيرند مولر-نيوهوف والذي يعمل في منطقة البادية الشمالية الشرقية الاردنية منذ عدة سنوات حيث تغطي الحجارة البازلتية المنطقة (منطقة الحرَة الاردنية) ومن بعدها الصحراء الجيرية (منطقة الحماد الأردنية) والتي يتعذر الوصول إليها بسهولة. جغرافياً  تقع المنطقة في وسط الشرق الأوسط، وهي منطقة معروفة أثرياً منذ فترة طويلة. وللوهلة الأولى، تبدو هذه المنطقة شديدة الجفاف وغير قابلة للحياة، ولكن الأبحاث التي يقوم بها الدكتور بيرند مولر-نيوهوف عثرت على دليل يشير إلى وجود مستوطنات سابقة في المنطقة، حيث تشير الدلائل إلى أن منطقة البادية الاردنية  كانت في أوائل العصر البرونزي (الألف / الرابع قبل الميلاد) منطقة عبور للتبادل الثقافي في وقت مبكر.

دليل على صناعة تصديرية في العصر البرونزي المبكر

في هذه الألفية تم  تطوير أشكال جديدة من  تدجين الحيوانات وأساليب جديدة للزراعة، إضافة إلى إختراع  تكنولوجيات جديدة مثل الدولاب (العجل) وإنتاج الفخار والبيروقراطية، وأصبحت البادية مصدر إنتاجي للأدوات الصوانية الموجهة للتصدير ولا سيما الأدوات التي تسمى         " Cortex". خلال الأبحاث التي أجريت في البادية الشمالية الشرقية الأردنية، وجد الباحثون تحت أشرف الدكتور بيرند مولر-نيوهوف دليلاً على أنّ الأدوات الصوانية التي قد تم إستخراجها من المناجم والتي كانت مخصصة لصناعة الأدوات الصوانية بعشرات الملايين قد تمّ تصديرها إلى مناطق أخرى. حيث تمّ إستخدام الوديان التي يصعب الوصول إليها كطرق تصدير في البادية البازلتية. وربما تم تنفيذ هذه التجارة إلى حد كبير من قبل البدو الذين كانوا يديرون أيضًا مراعى الماشية على طول طرق الإتصال. وتدعم هذه الأطروحة المستوطنات  والمواقع التي تم الكشف عنها في المنطقة والتي تعود إلى العصر البرونزي، والتي تؤكد على أهمية المنطقة في التبادل الثقافي والإقتصادي.

المستوطنات المحصنة وأنظمة الهندسة الهيدروليكية الذكية

لكن المنطقة لم تستخدم فقط من قبل البدو الرحل حيث أظهرت النتائج التي تم التوصل إليها في المستوطنات المحصنة في مدينة جاوا وخربة الجعبرية وتلول الغصين وخربة أبو الحصين (مناطق أثرية في الاردن) أن المنطقة كانت ذات إستقرار بشري ومكان صالح للعيش بشكل دائم في العصر البرونزي المبكر. وقد بنيت هذه المستوطنات بشكل محصّن في الغالب وعلى إرتفاعات بركانية ذات موقع إستراتيجي، وغالبًا ما كان لها جدران تحصين ضخمة مزدوجة الجدران مع البوابات والأبراج، ومن الأمثلة البارزة بشكل خاص على هذه المستوطنات المحصنة مدينة جاوا  في البادية الشمالية الشرقية الأردنية والتي تقع في محافظة المفرق وإلى القرب من الحدود السورية الأردنية، حيث يصل سماكة الجدران والتي تهدف إلى حماية المستوطنة من المتسللين في بعض الأحيان إلى أربعة أمتار. وتعد مستوطنات البادية أحد أهم الدلائل على الهندسة الهيدروليكية المعقّدة (نظم الحصاد المائي) التي تم تنفيذها في أوائل العصر البرونزي، حيث يتم جمع المياه من خلال  نظام ذكي من السدود والقنوات والمدرجات وبرك المياه خلال موسم الأمطار وجعلها مصدر لعملية الزراعة في المنطقة. ويمكن رؤية أحد أقدم السدود المعروفة في العالم في منطقة جاوا، حيث بلغت عملية تطوير الزراعة والري في المنطقة ذروتها. تتميز أنظمة الري الزراعي في منطقة جاوا بأنظمة هيدروليكية ذكية، حيث تم الإستخدام  الأمثل لمياه الأمطار والفيضانات والسيول وإنشاء الممرات والقنوات المائية إضافة إلى عملية التخزين في المنطقة. لذا وعلى الرغم من المناخ الجاف في المنطقة، كان هناك إمكانية لعلمية الزراعة المكثّفة خارج مواسم الأمطار.  وتعد مدينة جاوا الأثرية من أوئل الدلائل المعروفة  على أنظمة إدارة المياه المعقّدة المبكرة في العصر البرونزي في المنطقة.

مناطق الأطراف (الضواحي) الأثرية ، ولكن ليست معزولة ثقافياً

على الرغم من صعوبة الوصول إليها. إلاّ أن نتائج الأعمال الأثرية والبحثية  تشير إلى أن منطقة البادية الأردنية لم تكن معزولة عن المناطق المجاورة الأخرى، فقد عثر الفريق البحثي تحت إشراف الدكتور بيرند مولر-نيوهوف على فخار والذي يمكن تمييز التأثيرالواضح لحضارة أوروك عليه. ويجب أن تلقي الأبحاث المستقبلية مزيدًا من الضوء على هذه الروابط. كذلك  يمكن العثور في البادية على صفوف من النصب الحجرية والمعروفة في المناطق القاحلة الأخرى مثل صحراء النقب والتي خدمت على الأرجح الطقوس الدينية ووظائف التأريخ، وبالتالي تأسيس علاقة إجتماعية ثقافية بين المناطق. ومن الأمثلة المشابهة لتلك المقابر والمعروفة بأسم  الدولمين والتي يمكن العثور عليها في منطقة جاوا وكذلك في اليمن والأردن.

يبحث الفريق الدكتور بيرند مولر-نيوهوف حاليًا نظرية وطرق تصدير الأدوات الصوانية من هذه المنطقة إلى المناطق الأخرى. حيث  لم تسفر مقارنات الإكتشافات من المناطق المجاورة مع تلك الموجودة في منطقة مناجم التعدين في منطقة البادية عن نتائج موثوقة. ومع ذلك لا يزال البحث جارياً من أجل توثيق التبادل الإقتصادي والثقافي في المنطقة وإلقاء الضوء على أهمية البادية في الهيكل الإقليمي.  لم تكن منطقة البادية الاردنية الشمالية الشرقية منطقة معزولة أو مهمشة في العصر البرونزي بأي حال من الأحوال وهو الأمر الذي قدّمه الدكتور بيرند مولر-نيوهوف في محاضرته المعلوماتية والسلسة والتي تمكّن الحضور من الإستمتاع بها وفهمها بشكل واضح. كانت المحاضرة مساهمة أخرى ناجحة ومثمرة ضمن سلسلة المحاضرات المشتركة بين معهد الآثار الألماني وجمعية الصداقة العربية الألمانية والتي تهدف بالإضافة إلى وضع وتقديم أخر التطوارت والأبحاث في مجال التراث والآثار في المنطقة العربية ولفت إنتباه الجمهور والمهتمين إلى المناطق والمواقع الأثرية غير المعروفة وغير المشهورة.

تستكمل سلسلة المحاضرات نشاطها في 12 مارس 2020 من خلال  محاضرة المهندس الدكتور محمد الفتح أحمد  حول "ميناء مدينة جدة: العمارة وتجارة مواد البناء واللوجستيات في العهد العثماني" وسوف تكون المحاضرة باللغة الإنجليزية. يمكن الإطلاع على المزيد من المعلومات هنا.