سماحة السيد عمّار الحكيم يزور مقر جمعية الصداقة العربية الألمانية

أثناء حلقة النقاش حول التطور الاقتصادي في العراق أشار سماحة السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ذو الاغلبية الشيعية الى الامكانيات الاقتصادية الضخمة لبلاده والتي تعتمد بالدرجة الاولى على المكامن الكبيرة من المواد الخام. ويتميز النفط العراقي الذي تبلغ احتياطياته نحو 350 مليار برميل بسهولة استخراجه.

تمثـّـل الشكوك الأمنية والمشاكل السياسية الوجه الآخر من الميدالية في العراق. وحول  ذلك يقول السيد الحكيم. " يعود سبب المشاكل الى مصالح قوى بعيدة عنـّـا. ونحن في النهاية ندفع الثمن لأشياء لسنا مسئولين عنها ". يضاف الى ذلك تخوّف بعض الجيران من تطور ديموقراطي في العراق ومن مطالب قد تطلبها الاقليات في بلدان هؤلاء الجيران. وبغض النظر عن هذه المنغصّـات فإن الطريق السياسي الوحيد في العراق يتمثّـل حسب رأي السيد الحكيم في الديموقراطية التوافقية. علاوة على ذلك يجب ان يتلازم التطور السياسي مع تقوية الجهاز الأمني والجيش وذلك من أجل تحسين الوضع الأمني.

على الرغم من الوضع الحرج فإن التطور الاقتصادي يخطو على طريق جيد. وإذا ماواصلت اسعار النفط الارتفاع بالمستوى الحالي فإن ميزانية الدولة التي تبلغ حاليا 48 مليار دولار سترتفع في العام القادم الى 65 مليار دولار وذلك بدون اجراء توسيع في معدلات الانتاج. وقد انخفض معدل التضخم من 66% الى 19% ، كما انخفض معدل البطالة من 55% الى 16%. وإذا مااستمر التقدم بمشاريع البنية التحتية المهمة فإن التطور الإيجابي سيتواصل. وذلك سيتحقق ، على سبيل المثال ، بعد افتتاح مطار البصرة وتشغيل مطار النجف في شهر اغسطس 2008.

أعطى السيد الحكيم حيزا كبيرا من حديثه لموضوع البناء الاتحادي للعراق. وذكر ان التفكير السائد مازال في غالبيته هو التفكير القديم والمركزي خاصة وأن النظام الاتحادي غالبا مايساء فهمه باعتباره اساسا للتقسيم. وفي مايختص بالشيعة فقد أكّـد السيد الحكيم انهم يشكـّـلون الأغلبية في البلاد وتابع قائلا ان الاغلبية لاتريد عادة ان تفتـّـت نفسها. إن ماتريده الحكومة ينحصر في زيادة اختصاصات المناطق. ولذا فإنه على ثقة بأن النظام الاتحادي سيحفظ وحدة البلاد. وهذا النظام ثبتت فعاليته في كثير من البلدان في اوروبا وفي الولايات المتحدة ، فلماذا لن ينجح في العراق؟

بعد ان جدد السيد الحكيم تأكيده بأن التطور الاقتصادي يسير قـُدُما على الطريق الصحيح ذكر ومعه سعادة سفير العراق وعضو المجلس الإداري لجمعية الصداقة العربية الالمانية الدكتور علاء الهاشمي أن زواراًعراقيين رفيعي المستوى سيؤكدون هذه التوجّـه في الأسابيع القادمة.

ومن ناحيته اشارسعادة سفير جمهورية مصر العربية / عميد السلك الدبلوماسي العربي رئيس المجلس الاستشاري لجمعية الصداقة العربية الالمانية محمد العرابي الى ضرورة نشر معلومات إيجابية عن العراق واعرب عن سعادته بزيارة السيد الحكيم وما بما قدمه من معلومات قيـّـمة عن بلاده. أما رئيس بعثة جامعة الدول العربية في المانيا سعادة السفير عبد النبي مسـيّـب فقد اعرب عن امله في عودة الهدوء والتنمية الى العراق ورحـّـب بدوره بزيارة السيد الحكيم لألمانيا.

اعقب ذلك نقاش اتسم بالحيوية والعمق أداره رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية الدكتور أوتو فيزهوي و شارك فيه الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية السفير عبد العزيز المخلافي.

وجدير بالذكر ان زيارة السيد عمار الحكيم جاءت بناء على دعوة من مبرة كوربر الألمانية.

 يمكن الاطلاع على مقابلة صحفية (باللغة الالمانية) مع سماحة السيد عمار الحكيم أجريت معه اثناء زيارته  لبرلين في ارشيف جريدة " زود دويتشه " بتاريخ 29/5/2008.