الأثر الإقتصادي لوباء كورونا

نُظم في 23 أبريل 2020  لقاء خاص لشركاء جمعية الصداقة العربية الألمانية من ممثلي جمعيات الأعمال ومراكز الفكر والمنظمات والمؤسسات الأخرى التي تعمل وتتعاون معها الجمعية بشكل وثيق. ونظراً للظروف الراهنة بسبب جائحة كورونا وتدابير الحماية والقيود المرتبطة بها، فقد جرى هذا اللقاء عبر الإنترنت "كندوة عبر الإنترنت". لقد كان هذا اللقاء بداية ناجحة لسلسلة من الأحداث والمحاضرات عبر الإنترنت التي تخطط لها جمعية الصداقة العربية الألمانية حول مواضيع مختلفة خلال ما يسمى "بفترة الإغلاق".
من أجل دراسة الأثرالإقتصادي لوباء كورونا على العالم العربي، ومن منظور ألماني قدم فيليب أندري، رئيس قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في غرفة الصناعة والتجارة الألمانية، نظرة عامة حول الحالة العامة للشركات الألمانية في البلدان العربية كلٌّ على حِدَة. كما تقوم الغرفة التجارية الألمانية في الخارج بمسح دوري بين أعضائها حول الوضع الإقتصادي الحالي ووضع الشركات ونشاطاتها في البلدان المختلفة. من خلال صفحة الغرفة التجارية الألمانية في الخارج "ahk.de" يمكن الإطلاع على تقارير مفصّلة من مختلف دول العالم.  بدوره قدّم السيد فرانك جوست، مدير شركة طيران الخليج في ألمانيا وجهة  نظره حول أحد القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر بجائحة كورونا والقيود المرتبطة بها. ونظرًا لأن السيد جوست يعمل لدى شركة الطيران البحرينية في ألمانيا، فقد كان قادرًا على تقديم نظرة ثاقبة للوضع الحالي من منظور شركة طيران، إضافة إلى مقارنة الوضع في كلا البلدين بشكل جيد. في عرضه قدم السيد فرانك جوست تحليلاً متكاملاً حول قطاع السفر بشكل عام وما يتضمنه من قطاعات أخرى مثل قطاع السياحة والفنادق والخدمات المرتبطة بذلك سواء الرحلات السياحية أوالتجارية. بالإضافة إلى ذلك إستعرض السيد بنجامين جودل مسؤول السوق الدولية بإتحاد الصناعات الألمانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنسق مبادرة شمال أفريقيا للشرق الأوسط للأعمال الألمانية التأثير الإقتصادي الحاد لجائحة كورونا على الدول العربية. حيث كان لكل دولة عربية وضع مختلف عن الدول الأخرى، فيم كانت دول الخليج في وضع مُغاير، ذلك أن دول الخليج في وضع يمكنها من الإستجابة بشكل جيد للغاية للأزمة الحالية بسبب إحتياطياتها المالية، كما يمكن لهذه الدول التعايش لفترة زمنية مناسبة مع إنخفاض الطلب العالمي على النفط وأسعاره المتدنية حالياً. ضمن هذا الآطار فمن المؤكد أن مشاريع الإصلاح التي تهدف إلى تنويع الإقتصاد سوف يتم النظر إليها بشكل مغاير في هذه الظروف ولاسيما فيما يتعلق بإعادة تعديل الجدول الزمني لها. حيث يعد قطاع الهندسة الميكانيكية وهندسة المصانع على وجه الخصوص قطاعًا متأثرًا بشدة بهذه الجائحة، نظرًا لأن رحلات العمل للموظفين القائمين على هذه القطاعات غير ممكنة حاليًا.
بسبب هذه الجائحة كان لابد من تأجيل بعض الأحداث الرئيسية المخطط لها مثل معرض إكسبو 2020، هذا التأجيل كان له تأثير طبيعي على أعمال المشروع ونشاط البناء، ولكن قبل كل شيء على صناعة السفر والسياحة: فقد كان من المتوقع في الأصل  قدوم حوالي 25 مليون زائر لهذا المعرض. إضافة إلى ذلك سيكون لهذا الوباء ضرر كبير ولاسيما في البلدان التي تعاني بالفعل من صعوبات إقتصادية هائلة. وهنالك جانب آخر لايمكن إغفاله وهو هجرة العمالة القوية داخل المنطقة والتي تعيش الآن حالة من الجمود والتي يجب أن تتوقف الآن إلى حد كبير، إضافة إلى توقف تحويلات العمال المهاجرين كما هو متوقع؛ نظرًا لأن العديد من دول المنطقة ليس لديها أنظمة ضمان إجتماعي مرنة، فمن المؤسف أن الخوف يكمن هنا في زيادة الفقر بين فئات العمال المختلفة.
وفي نهاية اللقاء كان هنالك حوار ونقاش أداره عضو مجلس إدارة الجمعية السيد وولف شفيبرت أتيحت الفرصة للمشاركين في اللقاء من إرسال أستفساراتهم مكتوبة مباشرة وقرأتها من قبل السيد وولف والرد عليها من المتحدثين، وهو الأمر الذي مكن المشاركين من إجراء وتبادل الحوار عبر الإنترنت.
سوف تعمل جمعية الصداقة العربية الألمانية بمناقشة هذه الموضوعات من خلال المزيد من الندوات عبر الإنترنت وستقدم قريبًا المزيد من الأحداث عبر الإنترنت حول مواضوعات مختلفة في مجال العلاقات الألمانية العربية.