"هل السلام في الشرق الأوسط ممكن؟" محاضرة للدكتور أندرياس راينيكه الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط

تعد مسألة التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين المفتاح الرئيس لقضية الصراع في منطقة الشرق الاوسط والتي لاتزال تؤثر بشكل واضح في العملية السلمية. في الأشهر الأخيرة، كان هناك المزيد من الجهود لاحياء محادثات السلام بين الطرفين، خصوصاً وبدعم من الاطراف الملتزمة بالعملية السلمية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (EU).

في محاضرته "هل السلام في الشرق الأوسط ممكن؟ الشرق الأوسط كمحك لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية المشتركة" حلل الدكتور أندرياس راينيكه، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، دور الاتحاد الأوروبي والفرص والتحديات الراهنة التي تواجه المفاوضات التمهيدية.

عقدت المحاضرة في 7 نوفمبر 2013 بالتعاون ما بين كلية هيرتي للحكم في برلين وجمعية الصداقة العربية الالمانية في كلية هيرتي في برلين، إذ رحب الدكتور اوتو فيسهوي بالأعضاء والضيوف الكرام، بعد ذلك اعطى الكلمة الى مدير الجلسة الاستاذ الدكتور كارل اوفي.

تغيير الواقع السياسي

في بداية محاضرته أكد راينيكه على ان السؤال الأهم ما إذا كان السلام في الشرق الأوسط أمر ممكن ومن ثم التعامل مع الآثار الاستراتيجية والجيوسياسية "للربيع العربي" في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الصراع في الشرق الأوسط. ذلك ان "الأمور في طور التغيير" - التغييرات في الهياكل الاجتماعية، مثل تشكيل النخبة الجديدة، وقضية اللاجئين نتيجة الحرب الأهلية السورية، والمشاركة السياسة الخارجية لدول الخليج وتركيا كلاعب إقليمي في العملية السياسية. ونظراً لهذا الواقع الجيوسياسي الجديد في المنطقة، يرى راينيكه كذلك اهتمامات الجانب الإسرائيلي، ولا سيما مسألة الأمن باعتبارها الدافع المركزي لمزيد من المفاوضات، في الجانب الاخر هناك المزيد من الروابط العاطفية بين الفلسطينيين وبقية العالم العربي.

تكثيف الجهود لاستئناف مفاوضات السلام الرسمية

منذ بداية عام 2013 كُثفت بشكل ملحوظ الجهود والمفاوضات التمهيدية حول استئناف محادثات السلام الرسمية، بدعم والتزام وزير الخارجية الامريكية جون كيري وما يسمى  اللجنة "الرباعية" (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا). وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها هذه المرحلة التمهيدية من المفاوضات، يرى راينيكه ان هناك تقدماً كبيراً من خلال التطورات الأخيرة فيها. ولخص راينيكه حديثه بان المفاوضات السرية والمغلقة قد ساهمت في طرح العديد من التساؤلات الخارجية الا انها تسير في الطريق الصحيح.

دور الاتحاد الأوروبي

يعتقد الدكتور راينيكه إن تسوية هذا الصراع هو في مصلحة الاتحاد الأوروبي، وان حل الصراع في الشرق الأوسط يقع بشكل واضح في مصلحة واهتمامات الاتحاد الأوروبي المستقبلية. ضمن تاريخ الصراع في المنطقة فقد كانت سياسة الاتحاد الأوروبي واضحة من خلال وضع قضية الاعتراف بحق الفلسطينيين في تشكيل دولة مستقلة وسياسة الاستيطان الإسرائيلية على جدول أعمال الصراع. وقد اوضح راينيكه دور الاتحاد الأوروبي في عملية التفاوض من خلال دعم الولايات المتحدة والسعي إلى تسهيل المناقشات بهدف التوصل إلى حل الدولتين.

نظرة متفائلة

قدم الدكتور راينيكه تقييمه ونظرته الى الوضع الحالي والتي توصف بالمتفائلة، إذ اشار الى ان الجهود التي بذلت قد جعلت الوضع أفضل من ذي قبل. لقد كانت الأولوية الحالية هي تسهيل المفاوضات وجعلها مرضية ومفيده لكلا الطرفيين، وان استمرار الصراع سوف يزيد في شحن الأجواء والاحتقان لدى الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي نهاية محاضرته اكد الدكتور راينيكه على امكانية السلام في الشرق الأوسط. في النقاش النهائي بين الدكتور راينيكه والأستاذ الدكتور كارل اوفي تحدث الاثنان حول أهمية وإمكانية خلق الثقة بين الأطراف المتفاوضة، تبع ذلك نقاش بين المحاضر والضيوف.

للمزيد من المعلومات حول جمعية الصداقة العربية الألمانية يرجى الاطلاع على صفحتنا على الانترنت إذا كانت لديكم الرغبة في الانضمام إلى عضوية الجمعية