جمعية الصداقة العربية الألمانية تنعى الصحفي أحمد عفاني
ببالغ الحزن والأسى، تنعى جمعية الصداقة العربية الألمانية الصحفي أحمد عفاني، أحد أعضائها المؤسسين وصديقها المخلص، الذي
...ببالغ الحزن والأسى، تنعى جمعية الصداقة العربية الألمانية الصحفي أحمد عفاني، أحد أعضائها المؤسسين وصديقها المخلص، الذي
...يُنظر إلى الشرق الأوسط غالبًا على أنه منطقة أزمات وصراعات. كما تواجه المنطقة تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة،
...لماذا تعد دول مجلس التعاون الخليجي مهمة بالنسبة لنا وما الذي يحصنها ضد الصراعات في منطقتها؟
بقلم راينر هيرمان
كان الكاتب
...
استقطاب العمالة الماهرة وتعزيز التعاون في قطاع التدريب
في إطار تعزيز التعاون البافاري-المصري في مجالي توظيف العمالة
...يقع مقر جمعية الصداقة العربية الألمانية في شارع فالستراس رقم 61 في منطقة فيشراينسل منذ عام. لهذه المناسبة، نظمت
...دعت جمعية الصداقة العربية الالمانية بالتعاون مع السفارة اليمنية في برلين ومشروع سُماية في 11 يوليو 2023 إلى محاضرة حول حكايات من اليمن للأستاذ الدكتور فيرنر داوم - جامع ومترجم ومحرر لما قد يكون المجموعة الوحيدة المطبوعة من الحكايات الخيالية اليمنية باللغة الألمانية. وعلى الرغم من إرتفاع درجة حرارة الصيف، كان الحضور المميز للمحاضرة شديد، حيث قدّم الأستاذ الدكتور فيرنر داوم في محاضرته "حكايات من اليمن" رؤية عميقة وعلمية ليس فقط لثقافة الحكاية اليمنية والعربية، ولكن أيضًا للحالة الراهنة للبحث والأصول التاريخية والإجتماعية للحكايات الخيالية اليمنية وإرتباطاتها مع تقاليد رواية القصص الأخرى. كانت المحاضرة جزءًا من فعاليات جمعية الصداقة العربية الألمانية حول اليمن، حيث أكد القائم بأعمال سفارة الجمهورية اليمنية في برلين، السيد لؤي الإرياني، في كلمته الترحيبية أن الغاية من هذه الفعاليات هو توفير نافذة لـ "اليمن الحقيقي" من خلال أحداث حول جوانب مختلفة من الثقافة اليمنية يظهر من خلالها "الوجه الجميل لليمن" وصورة متعددة الأوجه وأكثر تمايزًا من صورة بلد تسوده الحرب.
"حكايات عربية" أم "حكايات من الجزيرة العربية" أم "حكايات من اليمن"؟
تحدث الأستاذ الدكتور ماتياس فيتر عضو مجلس إدارة الجمعية ومدير المحاضرة حول المحاضرة والمحاضر وأشار إلى أنها حكايات متمايزة ومعقدة حيث يقدم الأستاذ الدكتور داوم نظرة شاملة في أعماق أصول الحكايات اليمنية وتوزيعها. ذلك أن الأستاذ فيرنر داوم هو أحد الخبراء القلائل الحقيقيين في الحكايات الخيالية اليمنية والعربية. فقد كان الدبلوماسي الألماني سفيرًا لدى السودان والكويت وفي عدن في السبعينيات. وفي ذلك الوقت بدأ في زيارة القرى في اليمن بشكل حثيث، وإجراء مقابلات مع سكانها وجمع وتسجيل وترجمة القصص الخيالية التي لا تزال معروفة. تم نشر مجموعته من هذه الحكايات الخيالية في عام 1983 من قبل دار نشر ديدريش تحت عنوان "حكايات من اليمن - أساطير وحكايات خرافية من مملكة سبأ"، ولكنها للأسف متاحة فقط ضمن المكتبات التراثية اليوم ويندر الحصول عليها. ووفقاً للأستاذ داوم فإنها واحدة من ثلاث مجموعات فقط من الحكايات الخيالية اليمنية الموجودة في العالم، وهي في الواقع أصلية، وأشار بشكل قاطع: “الكتب الأخرى التي تحمل عنوان “حكايات من اليمن” هي كتب “مزيفة”. كما أن مصطلحي "حكايات عربية" و"حكايات من شبه الجزيرة العربية" يثيران إشكالية أيضًا، لأن الأول يشير إلى مجموعات من الحكايات الخرافية باللغة العربية لا تأتي من البلدان العربية على الإطلاق، بل تم إحضارها إلى هناك "مع الناس". ومن ناحية أخرى، فإن "الحكايات الخيالية من الجزيرة العربية" نادرة بالفعل. وأشار داوم إلى أن اليمن وجنوب عمان لديها حكايات خرافية فقط في شبه الجزيرة العربية.
عناصر القصص الخيالية من اليمن
ومع ذلك، تحتوي هذه على العديد من عناصر الحكايات الخرافية المعروفة في علم الحكايات الخرافية والتي تم تصنيفها ضمن فهرس الحكايات والبالغ عمره 100 عام لجميع الحكايات الخرافية. في هذا التصنيف، تندرج الحكايات الخيالية التي جمعها داوم ضمن الحكايات الخيالية السحرية، وبشكل أكثر دقة، تحت قصص التنين، التي يظهر فيها البطل على أنه "قاتل التنين". ومن الأمثلة على ذلك الحكاية الخيالية التي جمعها، والتي يتعين على البطل فيها مواجهة العديد من "العفاريت". هؤلاء "العفاريت"، الذين يقومون بدور التنين، هم أرواح شريرة، حيث يجب تقديم فتاة تضحية لهم كل عام حتى يستمر السكان في الحصول على إمدادات المياه. وفي الحكاية الخيالية التي جمعها داوم، يقتل البطل العديد من العفاريت، ويحرر القرى، ويتزوج أخيرًا إحدى النساء والتي كانت ستكون من الضحايا.
كيف يتم إنشاء حكاية خرافية؟
بالنظر إلى أوجه التشابه للعديدة مع الحكايات الخيالية المعروفة، فإن نشأة هذه الحكاية الخيالية مثير للإهتمام بشكل خاص. ومن خلال بحثه، تمكن داوم من فهم أصول هذه الحكاية الخيالية بدقة وتتبعها إلى قرية صغيرة في جنوب اليمن. ولا يزال من الممكن العثور على آثار لديانة الماء قبل الإسلام في هذه القرية. ولا يزال هناك إعتقاد بين السكان بأن عفريت تسيطر على مياه القرية وأنه لا بد من تقديم فتاة تضحية مرة واحدة في السنة لاسترضاءها. تمكن داوم من إثبات أن الحكاية الخيالية الأساسية لقاتل التنين مرتبطة في الوقت نفسه بطقوس محددة والتي بدورها تعيد تمثيل الأسطورة - وهي الحالة الوحيدة في العالم حتى الآن، وفقًا لداوم. لا يمكن العثور على آثار ديانة الماء الأساسية في اليمن، بل في سوريا وربما جاءت إلى اليمن عن طريق الهجرة.
كانت محاضرة الأستاذ الدكتور داوم جميلة وممتعة قدم من خلالها شرحاً تفصيلياً للحكايات الشعبية والخيالية اليمنية. وقد أظهرت أسئلة الحضور الكثيرة والمناقشات التي إستمرت لفترة طويلة بعد المحاضرة الإهتمام الكبير الذي حظي به الموضوع بشكل خاص والتركيز على اليمن بشكل عام.
سيستمر التركيز على اليمن في شهر سبتمبر من خلال فعالية حول القهوة وتقاليدها. وفي الخريف سيقدم السيد ياسر الإرياني مشروع الحكاية الخيالية “سُماية” الذي يهدف إلى توظيف الحكايات اليمنية في التبادل الثقافي التكاملي.