لقاء الطاولة المستديرة لجمعية الصداقة العربية الألمانية مع سعادة السفير السيد خالد عبد الحميد
ترتبط جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بعلاقات ثنائية وبشراكة قوية تمتد لما يزيد عن 70 عاماً، إذ يتنوع
...ترتبط جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بعلاقات ثنائية وبشراكة قوية تمتد لما يزيد عن 70 عاماً، إذ يتنوع
...نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية برنامجًا رفيع المستوى في ميونيخ ، 6 مارس 2023
ترأس وزير الإستثمار السعودي السيد خالد
لقد أدى الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحدود التركية السورية مرة أخرى إلى تسليط الضوء على وضع اللاجئين ومصيرهم. حيث أنّ
...أقامت جمعية الصداقة العربية الألمانية حفل إستقبال العام الجديد 2023 في 9 يناير 2023 للمرة الأولى منذ عام 2020 حيث لم يقم
...عقدت جمعية الصداقة العربية الألمانية في 9 يناير 2023 إجتماع الهيئة العامة لجمعية وجاهياً للمرة الأولى منذ عام 2020 حيث
...لا تزال مفاهيم الإسلام والمسلمين في ألمانيا مثقلة بالتعميمات والصور النمطية والأحكام المسبقة. لفترة طويلة، اتسم الجدل بالعبارات الطنانة ذات الدلالات السلبية مثل "الحجاب" أو "الحرب" أو "التعصب" أو "الإرهاب" وما زال يقتصر على تلك الكلمات في كثير من الأحيان. تطورت هذه التصورات في السياقات التاريخية ذات الصلة وتأثيراتها على كل من علاقات السياسة الخارجية مع العالم الإسلامي والمواقف المحلية والاجتماعية والسياسية للمسلمين في تلك الفترة. يلقي الدكتور ألكسندر كونراد الضوء في كتابه الجديد "إعادة تفسير الإسلام. تصورات ألمانية الفيدرالية للمسلمين" على هذه النقاط وغيرها في الفترة ما بين عام 1970 إلى 2000.
قدم الدكتور ألكسندر كونراد في المحاضرة التي اقيمت في 12 أكتوبر 2022 في جميعة الصداقة العربية الألمانية كتابه الجديد، تبع المحاضرة نقاش مع عضو مجلس إدارة الجمعية الاستاذ الدكتور شتاينباخ، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمؤسسة ميسانتا ومدير اللقاء الاستاذ الدكتور فرانك بوش، مدير مركز لايبنيز للتاريخ المعاصر في بوتسدام. وقد جاء هذا الحدث بالتعاون ما بين جمعية الصداقة العربية الألمانية ومؤسسة ميسانتا ومركز لايبنيز للتاريخ المعاصر في بوتسدام وبرعاية أصدقاء ورعاة مركز لايبنيز للتاريخ المعاصر.
نقطة تحول 1979
يشير الدكتور ألكسندر كونراد ان الإسلام لم يصبح سوى جزء من الخطاب العام للجمهورية الالمانية الفيدرالية الا بعد العام 1979 وهو العام الذي قامت به الثورة الإيرانية حيث يمثل العام نوعًا من "نقطة التحول". ويتضح ذلك من خلال تأثير التطورات السياسة الخارجية وأحداثها على تصور الإسلام في ألمانيا وأنها كانت بمثابة ركيزة توجيهية للمناقشات الخاصة بالإسلام. ومع الثورة والاحداث التي أعقبت ذلك ظهر للمرة الأولى إسناد سياسي قاطع، وتسييس للإسلام كحركة سياسية. حيث تم تصنيف الأهداف غالبًا على أنها سلبية، ولاسيما من قبل الجهات الفاعلة في وسائل الإعلام وخاصة في سياق "الجماهير المتعصبة في طهران". واشار الدكتور ألكسندر كونراد إلى ان الجهات ذات العلاقة في ذلك الوقت وخاصة وزارة الخارجية كان ينظر الاسلام من منظور سياسي ويتبين ذلك من خلال بحثه في أرشيف الجهات المختلفة، حيث كان ينظر إليه على غرار حركات ما بعد الاستعمار من خلال سياق الحرب الباردة في وزارة الخارجية، ونتيجة ذلك كان هناك مقاربة معتدلة تهدف بالتأكيد إلى الحوار ولكن تسترشد بالمصالح مع الجهات الإسلامية الفاعلة في الجانب السياسي، والتي عملت ضد العمليات الإعلامية السلبية والمعممة في كثير من الأحيان.
التأثير الكبير لشول لاتور وكونزيلمان
تحدث الدكتور ألكسندر كونراد عن الصحفيان بيتر شول لاتور وجيرهارد كونزيلمان بصفتهم لاعبين رئيسيين لهم تأثير كبير على الإدراك الأوسع للإسلام، ابتداءً من الثمانينيات ومع ذلك، فقد خدم كلاهما مرارًا وتكرارًا روايات ربطت بين الإسلام والعنف المسيس وبالتالي شكلت تصورات سلبية. وبسبب "منظورهم السردي الأصيل"، حظي كلاهما بشعبية كبيرة وأصبحا المؤلفين الأكثر مبيعًا. لذلك كان من الصعب للغاية بالنسبة لعلماء دراسات الشرق الأوسط، التي كانت تتطور ببطء في هذه المرحلة من الزمن، دحض هذه الصورة المشوهة للإسلام في كثير من الأحيان. بدوره ايد الاستاذ الدكتور شتاينباخ، الذي ترأس قسم الشرق الأوسط الذي تم إنشاؤه حديثًا في مؤسسة العلوم والسياسة ويعد خبير وشاهد عيان على تلك الفترة، التحليل الذي قدمه الدكتور ألكسندر كونراد، حيث انه لفترة طويلة، كان هناك ببساطة نقص في الخبرة الأكاديمية، ويرجع ذلك أيضًا إلى عدم وجود اهتمام سياسي بالمنطقة قبل عام 1979.
مناقشة أوسع في التسعينيات
استمرت الصورة السلبية حول الاسلام في التسعينيات القرن الماضي، مع ظهور تيار صحفي ذو رؤية مختلفة للإسلام والعالم الإسلامي، وقد تأرجح الخطاب بين شيطنة الإعلام لصدام حسين في سياق هجومه على الكويت أو هجمات حزب الله في لبنان، ومع ذلك كان هناك حضور لبعض علماء الدراسات الاسلام مع بعض المحاولات لنقد اراء بيتر شول لاتور وجيرهارد كونزيلمان والتي لم تكن فعالة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، بدء هناك النظر والاستماع إلى الاشخاص ذوي الأصول التركية في ألمانيا، والذين تم تجاهلهم في السابق ولفترة طويلة. كما يمكن ملاحظة ذلك مع زيادة مشكلة الحجاب. بشكل عام، فإن التصورات القائلة بأن الإسلام أصبح بالفعل عدوًا اجتماعيًا مفرطة في التبسيط. حيث تغير هذا مع الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، مباشرة بعد انتهاء فترة دراسة الكتاب (حوالي عام 2000). وبشكل عام يوضح الدكتور ألكسندر كونراد في كتابه عدد من الروايات التي لا تزال تحدد الخطاب اتجاه الاسلام اليوم والتي اكتسبت موطئ قدم وتوطدت جنبًا إلى جنب مع التطورات التاريخية. بدوره اشار الأستاذ الدكتور فرانك بوش إن إلقاء نظرة على الأحداث الجارية مثل مقتل مهسا أميني يكشف أيضًا عن أهمية الكتاب في فهم خطابات اليوم، فيما لا ينظر الاستاذ الدكتور شتاينباخ بإيجابية إلى المستقبل، فالحوار مع العالم الإسلامي، وخاصة على مستوى المجتمع المدني، لا يزال محدود. في المناقشة الختامية، أتيحت الفرصة للحضور لمناقشة وإلقاء الضوء على جوانب أخرى من الكتاب.
إعادة تفسير الإسلام. تصورات ألمانية الفيدرالية للمسلمين 1970-2000. الناشر: والشتاين، جوتينجن 2022
495 صفحة، السعر: 42 يورو.