الأيام التونسية في برلين: أمسية سينمائية مع "نحبّك هادي"

في نهاية "الأيام التونسية في برلين" والذي تنظمها جمعية الصداقة العربية الألمانية وسفارة الجمهورية التونسية دعت الجمعية والسفارة لحضور أمسية سينمائية في 28 يونيو 2022، حيث تحول مكتب جمعية الصداقة العربية الألمانية إلى قاعة سينما صغيرة، شاهد الحضور خلالها الفيلم الروائي التونسي "نحبّك هادي" الذي نال العديد من الجوائز في مهرجان برلين السينمائي  الدولي 2016. بدوره رحّب نائب رئيس الجمعية الاستاذ الدكتور كلاوس بيتر هازا  بالضيوف  الكرام في الفعالية الثالثة والتي تقام ضمن الأيام التونسية في برلين وأشار خلال كلمته إلى الثروة الثقافية والتنوع الحضاري في تونس إضافة الى الإمكانات الإقتصادية للبلاد والذي تهدف الفعاليات المختلفة إلى إظهاره ومن الطبيعي أن يشمل هذا أيضًا فن السينما التونسي، الذي نادرًا ما يحظى بالإهتمام. فيما رحب كذلك القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية التونسية، شهاب الشاوش بالضيوف وأشار إلى أهمية التعرّف إلى العديد من الجوانب الثقافية في تونس وقدّم الفلم التونسي "نحبّك هادي" للمخرج التونسي محمد بن عطية ومن بطولة مجد مستورة، وريم بن مسعود وصباح بوزيد، حيث حصّل على جائزة أحسن أول فيلم بالدورة 66 لمهرجان برلين السينمائي الدولي وجائزة الدب الفضي للممثل الرئيسي مجد مستورة. يركز الفلم بدرجة محدودة على الوضع السياسي في تونس و يركز بشكل واضح على الحياة الداخلية لبطل الفيلم الهادي. ومع تقليل الصور والكاميرا الهادئة التي تتجنب أي تأثيرات لافتة، يركز الفيلم على الحياة الداخلية لهادي ونضاله من أجل تقرير المصير وسعادته. حيث يعارض هادي  أعراف المجتمع التونسي وتوقعات أسرته. ولأن هادي غير سعيد في الواقع وفي وظيفته غير المحببة كمدير مبيعات لشركة بيجو، يفضل أن يرسم وينشر رسومه الهزلية. حيث رتبت والدته زواجه الوشيك - ولا تزال تعطيه مصروف جيبه. في رحلة عمل قصيرة قبل زفافه، تمرد هادي لأول مرة والتقى بالفنانة ريم المحبة للمرح ووقع في حبها. حياة خالية من توقعات الأسرة والضغط الإجتماعي تبدو ممكنة للهادي - في الخارج، مع ريم. لكن هادي لا يملك الشجاعة ويسمح لريم بالسفر إلى أوروبا بمفرده في اللحظة الأخيرة: الإلتزامات تجاه عائلته كبيرة جدًا. يعطي فلم "نحبّك هادي" نظرة ثاقبة قوية للمجتمع التونسي، وحياة الشباب في فترة ما بعد الربيع العربي، الذين غالباً ما يكونون عالقين بين أحلامهم، والسعي وراء الفردية وتوقعات عائلاتهم، وتقاليدهم والرغبة في الأمن المالي والإجتماعي. بعد إنتهاء عرض الفلم قامت القائم بالأعمال والسكرتيرة الأولى لسفارة الجمهورية التونسية في برلين، درة التريكي، بالإجابة على أسئلة الجمهور العديدة وشرح الخلفية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للفيلم. في حفل الإستقبال الذي أعقب ذلك، أتيحت الفرصة للضيوف لتبادل الأفكار وفي نفس الوقت تذوق التمور التونسية ومجموعة متنوعة من زيت الزيتون التونسي. وقد كانت أمسية الفيلم خاتمة ناجحة لـ "أيام تونس في برلين".a