الموسيقى: العود - ملك الآلات الموسيقية

بعد فترة إنقطاع طويلة تسببت بها جائحة كورونا، عادت فعالية الموسيقى- مباشرة في 31 مايو 2022 إلى أروقة جمعية الصداقة العربية الألمانية في أحدث نسخة لها تحت عنوان "الموسيقى العربية في الماضي والحاضر" أمام حضور جماهيري كبير. خلال هذا النشاط والذي حمل عنوان: “العود – ملك الآلات الموسيقية” دعا  الموسيقي والمدير شون بريسك صانع العود محمد خضير ومبدع العود بكر خليفي لإلقاء نظرة فاحصة على واحدة من أهم آلات الموسيقى العربية: العود.

تعد سلسلة فعاليات الموسيقي- مباشرة والتي مضى عليها إلى الآن ما يقارب العام جزءاً من برنامج جمعية الصداقة العربية الألمانية الموسيقى، المدعوم مالياً من مؤسسة قطر الدولية،  فبالإضافة إلى الإمكانيات المفتوحة لأي شخص مهتم في التعرف على البرنامج، يقدم برنامج الموسيقى - مباشر! ورش عمل للمدارس المهتمة في برلين. حيث يتمتع المعلمون والطلاب خلال ورش العمل بفرصة تعلم المزيد عن الموسيقى العربية تحت إشراف الموسيقي السوري ومعلم الموسيقى حسام العلي وتجربتها بأنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلسلة نشاطات الموسيقى ترغب في تشجيع الفضول حول الموسيقى العربية وتقديم معلومات ومعرفة أساسية بأهم أشكال الموسيقى والآلات والتطورات الموسيقية التاريخية والتفاعلات بين الموسيقى العربية والأوروبية. لكنها مفهومة دائمًا للجميع، مسلية وتفاعلية ومع العديد من الأمثلة الموسيقية.  كان محور الفعالية آلة العود، وهو أحد الآلات المركزية للموسيقى العربية، حيث  دعا شون بريسك السيد محمد خضير الخبير في آلة التقطيع العربية. ولد محمد خضير في الجزائر، ويقوم ببناء أعواد عربية بأعلى جودة منذ عام 2010 ويدير ورشة العود الخاصة به في كروزبرج في برلين. جنبًا إلى جنب مع شون بريسك، قدم لمحة عامة عن تاريخ العود الذي يقارب الألف عام، وظهوره وتطوره منذ بداياته الأولى المتواضعة تقريبًا كجسم صغير من الصوت به وتر واحد على الأكثر، إلى مزيد من التطوير في الأندلس في القرن التاسع، وخصائصها الإقليمية في العراق وشمال إفريقيا، إلى الآلة ذات الست أوتار التي ظهرت في القرنين التاسع عشر والعشرين. كما قدم محمد خضير نظرة ثاقبة ورائعة حول صناعة العود وإطلاع الحضور على الأنواع المختلفة من الأخشاب المناسبة لصنع العود وعرض كذلك نماذج للعود في مراحل مختلفة من الإنجاز والأدوات اللازمة لصنعه. وعرض للجمهور آلة طوّرها بنفسه لثني الخشب لجسم العود، ولم يقتصر الأمر على التعرف على جميع خطوات عملية صنع العود فقط، ولكن تمكن الجمهور أيضًا من لمس المواد والخشب بأيديهم، وشمّه، وتجربته بكل حواسهم.

قدم عازف العود بكر خليفي تفسيرات محمد خضير بمؤلفات موسيقية رائعة على العود، وقد بدأ بكر خليفي المولود في القدس تعليمه الموسيقي في سن الرابعة على آلة الكمان وبعد ذلك بقليل على العود، ودرس مع العديد من أساتذة العود العالميين مثل أحمد الخطيب وسيمون شاهين وسمير جبران. كما أنه يعزف على الباس المزدوج وكان عضوًا في أوركسترا الديوان الغربي الشرقي بقيادة دانيال بارنبويم. مبدع في العود، بفضل تألقه التقني، جعل الجمهور أقرب إلى سحر الآلة الموسيقية. أغتنم الجمهور الفرصة لإجراء حديث ونقاش مباشر مع محمد خضير وشون بريسك وبكر خليفي على نطاق واسع لطرح الأسئلة وتجربة العود.