لقاء الطاولة المستديرة لجمعية الصداقة العربية الألمانية مع سعادة السفير السيد خالد عبد الحميد
ترتبط جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بعلاقات ثنائية وبشراكة قوية تمتد لما يزيد عن 70 عاماً، إذ يتنوع
...ترتبط جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بعلاقات ثنائية وبشراكة قوية تمتد لما يزيد عن 70 عاماً، إذ يتنوع
...نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية برنامجًا رفيع المستوى في ميونيخ ، 6 مارس 2023
ترأس وزير الإستثمار السعودي السيد خالد
لقد أدى الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحدود التركية السورية مرة أخرى إلى تسليط الضوء على وضع اللاجئين ومصيرهم. حيث أنّ
...أقامت جمعية الصداقة العربية الألمانية حفل إستقبال العام الجديد 2023 في 9 يناير 2023 للمرة الأولى منذ عام 2020 حيث لم يقم
...عقدت جمعية الصداقة العربية الألمانية في 9 يناير 2023 إجتماع الهيئة العامة لجمعية وجاهياً للمرة الأولى منذ عام 2020 حيث
...تعد العطور والأبخرة في شبه الجزيرة العربية مثل اللبان والمر جزءًا من التراث الثقافي مثلها مثل المواقع والمعثورات الأثرية. ولكن على عكس هذا التراث المادي، فإن عطور وأبخرة الماضي عابرة وسريعة الزوال. في محاضرتها الإفتراضية "تجارة العطور والأبخرة في شبه الجزيرة العربية - بحث أثري وكيميائي عن آثار العطور القديمة" والتي جاءت ضمن سلسلة محاضرات جمعية الصداقة العربية الألمانية ومعهد الآثار الألماني"الآثار والتراث الثقافي في العالم العربي" أعطت باربرا هوبر في 3 مارس 2022 نظرة ثاقبة في مجال عملها وأوضحت كيف يمكن البحث في العطور القديمة أن يساهم في فهم أفضل للماضي.
تخصصات متعددة في علم الآثار
في البداية رحب نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية الأستاذ الدكتور كلاوس بيتر هازا بالحضور في المحاضرة الثامنة في سلسلة المحاضرات التي تنظّمها الجمعية ومعهد الآثار الألماني وبالمشرف على السلسلة الدكتورأرنولف هاوسليتر المستشار العلمي في معهد الآثار الألماني – قسم المشرق لشبه الجزيرة العربية. وأشار الدكتور هازا إلى أنها كانت "فكرة رائعة" إختيار موضوع لا يروق للعيون والأذنين فقط، ولكن أيضًا للأنف وينقل أيضًا صورة مختلفة عن صورة "عالم الآثار الذي ينقب في الغبار ويحفر بالفرشاه ". ومن خلال التخصصات المتعددة المرتبطة في علم الآثار فإنه يمكن دراسة المعثورات ومعرفة الدلائل الحضارية المرتبطة بها. مقدم المحاضرة الدكتورأرنولف هاوسليتر والذي تحدث إلى الحضور بشكل مباشر أثناء مشاركته في أعمال التنقيب الأثري في مدينة تيماء في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وعرّف بالمتحدثة في المحاضرة حيث قدمت المتحدثة والتي تعمل حاليًا طالبة دكتوراه في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في مدينة ينا، حيث تدور أبحاثها حول العطور القديمة. لقد تخصصت بالفعل في هذا المجال من خلال أطروحة الماجستير الخاصة بها، وأجرت بحثًا إضافيًا في المختبر لتحليل الآثار العضوية والمواد الطبيعية في الجامعة التقنية في برلين، وبالتالي فهي تواصل تعليمها في علم الآثار الجزيئي الحيوي - وهو مجال فرعي لعلم الآثار العلمية. لقد شاركت في العديد من مواسم التنقيب في مدينة تيماء والتي تعد منطقة مألوفة لها وقد أجرت عام 2016 دراسات حول العطور القديمة الموجودة في الموقع.
أصغر الآثار كمصدر للمعلومات: فرص علم الآثار الجزيئية الحيوية
نظرًا لأن علم الآثار الجزيئي الحيوي لا يزال بإمكانه إكتساب رؤى جديدة عندما يصل علم الآثار التقليدي إلى حدوده: يقوم علماء الآثار، وفقًا لهوبر، بفحص الموروثات المادية، لكل المواد العطرية مثل البخور وغيره من الراتنجات والتوابل والخشب المعطر والتي تختفي تمامًا في الهواء من اجل الحصول على المزيد من المعلومات والمعرفة. عندما يجد المرء بقايا صغيرة لمادة في المعثورات الاثرية، فغالبًا ما تكون كتلة غير متبلورة لا يمكن تحديدها او الحصول على الكثير من المعلومات من خلالها. ومع ذلك، بمساعدة علم الآثار الجزيئي الحيوي، الذي يتعامل مع التركيب الجزيئي للنباتات والمنتجات النباتية، يمكن التعامل مع أصغر الآثار - مثل البقايا الصغيرة للعطور المستخدمة، والتي لم تعد مرئية ولكن تمتصها المادة نفسها، حيث يمكن أخذ العينات من خلال الحفر، والجزيئات المستخرجة وتحديد "البصمة الجزيئية" للمادة بإستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب مثل كروماتوغرافيا الغاز، وقياس الطيف الكتلي، والكروماتوغرافيا السائلة. يوجد هنا ما يسمى بالمواد النباتية الثانوية أو المستقلبات الثانوية، والتي تتشكل، على سبيل المثال، بواسطة شجرة اللبان إذا أصيبت الشجرة - كما يحدث عمدًا عند إستخراج راتنج اللبان. هذه المستقلبات الثانوية هي خصائص بعض النباتات وتسمح للمادة التي تم العثور عليها ليتم تحديدها بدقة والحصول على المعرفة منها.
دراسة حالة تيماء - علم الآثار الجزيئي الحيوي قيد التنفيذ
لقد أوضحت باربرا هوبر أن علم الآثار الجزيئي الحيوي يفتح مصدرًا جديدًا للمعلومات لعلماء الآثار، ومن خلال إستخدام الحفريات في تيماء كحالة دراسية خاصة، حيث كانت نقطة تجارية مهمة على شبكة طريق البخور، حيث قامت الباحثة بفحص المواقد والمباخر العديدة التي تم العثور عليها أثناء عمليات التنقيب في تيماء عن البخور والعطور، وتمكنت بالتالي من تحديد ثلاث مواد عطرية على وجه اليقين: راتنج الأكاسيا، الذي تم العثور عليه بشكل أساسي في مواقد العصر الحديدي المبكر في المباني العامة مثل المعابد، والمر من المقابر من العصر الحديدي الأوسط، ويبدو أن نبات المر الذي عثر عليه في مقابر العصر الحديدي الأوسط واللبان كان يستخدم في المنازل والمعابد الخاصة من الفترة النبطية الرومانية إلى العصور القديمة المتأخرة.
وفقًا لهوبر، فإن هذه النتائج تسمح باستخلاص إستنتاجات حول التخصيص الوظيفي للعطور، وتشير أيضًا إلى أن راتينج الفستق المتاح محليًا قد تم إستبداله بشكل واضح بالبخور مع زيادة تجارة اللبان. ولم تكون تيماء نقطة تجارية للبخور فقط، بل كانت أيضًا مستهلكًا للعطر نفسه، ومن خلال معرفة الحدود الجغرافية للعطر الموجود، يمكن إكتساب رؤى جديدة في طرق التجارة والعلاقات التجارية وسلوك المستهلك في العصور القديمة. وحسب هوبر فإن البحث في هذا المجال "لا يزال في مهده" وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات من هذا النوع من أجل الحصول على بيانات أفضل وبالتالي فهم أكثر تمايزًا للتجارة العطرية في شبه الجزيرة العربية.
العطور كمصادر مهمة للمعلومات حول الماضي
ليس فقط المعرفة حول العلاقات التجارية القديمة التي يمكن إكتسابها من البحث عن العطور من خلال علم الآثار الجزيئي الحيوي، كما تقول هوبر: "حتى الآثار الصغيرة لها إمكانات كبيرة وتمثل مصدرًا هائلاً للمعلومات"، ويمكن أن توفر الدراسات الجزيئية الحيوية للأروماتا القديمة معلومات حول الممارسات في مجالات التغذية والطب والعطور ومستحضرات التجميل، ولكن أيضًا حول الطقوس والطوائف القديمة.
وفي النهاية يمكن القول أنه يمكن إستخدام نتائج البحث للحصول على بيانات حول هويات المجموعة والهياكل الإجتماعية، حيث كان الوصول إلى العطور والروائح باهظة الثمن غير ممكنًا للجميع وفي "التسلسلات الهرمية"، كما هو الحال في مصر القديمة، فقد كانت العطور مخصصة للحكام أو الكهنة فقط. يعتبر البحث مثيرًا للإهتمام في مجال التراث الثقافي غير المادي، والذي يشمل الروائح والعطور ويمثل بحث باربرا هوبر في الآثار الجزيئي الحيوي نموذجاً مميزاً للبحوث التي يمكن من خلالها بناء صورة واضحة للماضي وتساهم في دعم كافة القطاعات التي تعمل في مجال التراث الإنساني ولاسيما قطاع المتاحف الذي يواجه تحديًا من أجل "إعادة الحياة إلى الماضي بطريقة مختلفة".
سوف تستمر سلسلة محاضرات جمعية الصداقة العربية الألمانية ومعهد الآثار "علم الآثار والتراث الثقافي في العالم العربي" هذا العام. وسيتم الإعلان عن تواريخ المحاضرات لاحقاً.