DAFG

اجتماع وحفل استقبال الهيئة العامة لجمعية الصداقة العربية الألمانية 2024

 

عقدت جمعية الصداقة العربية الألمانية اجتماع الهيئة العامة في 18 مارس 2024 والذي خُتم بإقامة حفل استقبال خاص به، حيث

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: رسم خرائط شواطئ الاتحاد الاوروبي القريبة

نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية في 6 مارس 2024 وبالتعاون مع مؤسسة برتلسمان، محاضرة ومناقشة تحت عنوان "الشرق الأوسط

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورؤيتها لفرص الاستثمار في ألمانيا

تشهد دول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عمليات تحديث عميقة ومستدامة وتكتسبان أهمية

 ...
DAFG, Wirtschaftliche Zusammenarbeit

السفير السعودي في لقاء مع رجال الأعمال في بادن فورتمبيرغ

شتوتغارت 6.2.2024

نظمت جمعية الصداقة العربية الألمانية وبناءً على دعوة وتعاون شركائها اتحاد رجال الأعمال بادن فورتمبيرغ 

 ...
DAFG, Politik

لقاء الطاولة المستديرة حول العلاقات الألمانية السعودية

أكد نائب المستشار الالماني الوزير الاتحادي روبرت هابيك خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات

 ...

نظرة": متحف الفن الإسلامي

كجزء من سلسلة محاضرات جمعية الصداقة العربية الألمانية "نظرة - متاحف برلين تقدم نفسها" في 21 يناير 2021، قدم الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر، مدير متحف الفن الإسلامي - متاحف الدولة في برلين، الرؤية المستقبلية للمتحف، ووصف متحف الفن الإسلامي في برلين بأنه "أكبر متحف للفن الإسلامي وأكثره إبداعًا". في محاضرته "متحف الفن الإسلامي في متحف بيرغامون: من برج العاج إلى مركز مجتمعنا"، قدّم الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر موجزاً حول تاريخ المتحف ونظرة ثاقبة ومنظورًا حصريًا على إعادة تصميم المتحف كجزء من "المخطط الرئيسي لجزيرة المتاحف".
لقد وضع الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر وفريقه لأنفسهم أهدافًا طموحة وغير عادية أيضًا للرؤية المستقبلية للمتحف، حيث أشار الأستاذ الدكتور كلاوس بيتر هازه  نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية، والمدير السابق لمتحف الفن الإسلامي ومدير الجلسة في كلمته الإفتتاحية إلى أن الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر لديه المتطلبات الأساسية المناسبة لمثل هذا المشروع، وإنه خليفة رائع له، يفعل كل شيء بشكل مختلف تمامًا ويفتح أبوابًا ونوافذ جديدة ويصمم المتحف كمؤسسة مرنة منفتحة على المجتمع".
إن حقيقة أن المتاحف وخاصة متحف الفن الإسلامي لا ينبغي أن تكون مكانًا نخبويًا للعلم والبحث، ولكن مكانًا للتفاعل الإجتماعي والنقاش أمر مهم بشكل خاص للأستاذ الدكتور ستيفان ويبر وهي الفكرة المركزية لمفهوم المتحف. يعد متحف الفن الإسلامي الوحيد من نوعه في البلدان الناطقة باللغة الألمانية، وهو إلى جانب المتحف الموجود في القاهرة أحد أقدم المتاحف من نوعه.
تعد الواجهة الرائعة لقصر المشتى - هدية دبلوماسية رسمية من السلطان عبد الحميد الثاني للمتحف-، بالإضافة إلى واحد من أقدم محاريب الصلاة المحفوظة من قونية وما يسمى بـ "غرفة حلب"، التي تم صنعها بألواح جدارية متقنة لعائلة مسيحية في بداية القرن السابع عشر، العناصر الأساسية للمعروضات في المتحف الإسلامي في برلين. تظهر هذه المعروضات الثلاثة أنّ "الفن الإسلامي" لا يُعرَّف على أنه فن ديني بحت، ولا يتحدد بالفترة والمنطقة ولا يشمل أشياء من المناطق الإسلامية فحسب، بل يشمل أيضًا الفن والحرف اليدوية والأشياء من المجتمعات المسيحيية واليهودية التي عاشت في المناطق.

إظهار الروابط والتأثيرات عبر الإقليمية

سواء كانت دينية أو للحياة اليومية، فإن العديد من المعروضات في المتحف تشترك في شيء واحد: لقد جاءت على نطاق واسع، وغالبًا إلى أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي دليل واضح على وجود روابط دائمة بين المجتمعات الإسلامية وأوروبا. كان الفن الإسلامي موضع تقدير وإعجاب الجميع حتى ذلك الحين، وبالتالي كان جزءًا من الثقافة الأوروبية.  إن الهدف المعلن للأستاذ الدكتور ستيفان ويبر هو إظهار هذه الروابط والتأثيرات عبر الإقليمية في المتحف، حيث يرغب الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر في إستكمال دمج  ما بدأ في عام 1932 بنقل مجموعة الفن الإسلامي من متحف بود إلى متحف بيرغامون، وأستمر مع إندماج المجموعتين المنفصلتين من برلين الشرقية والغربية التي جاءت من خلال تقسيم ألمانيا.
مع إعادة تصميم المتحف فيجب أن يتعلم الزائرون لمتحف الفن الاسلامي الى أن الفن الإسلامي، جزء لا يتجزأ من تاريخ الشرق الأوسط، يقف جنبًا إلى جنب مع الفن والهندسة المعمارية في العصور القديمة، وبلاد فارس أو بيزنطة، وبالتالي أثر على الثقافة الأوروبية.

واقعي، متزامن، مبتكر: المفهوم الجديد للمتحف

يظهر هذا المفهوم المكاني الجديد لمتحف الفن الإسلامي، الذي سيتم تنفيذه بحلول عام 2026، فمع البناء الجديد للجناح الرابع، سيكون للمتحف في المستقبل مساحة كبيرة متاحة للعرض وتقديم محتويات المتحف بشكل متكامل ومتسلسل. وأشار الدكتور ستيفان ويبر أن المعروضات يجب أن تكون واقعية ومبتكرة ومتزامنة، حيث تتيح النصوص المصاحبة القصيرة الوصول إلى المعلومات بسرعة وسهولة، كما تهدف آلية العرض الخاصة بالعائلات إلى جعل المتحف ممتعًا وجذابًا للزوار الصغار، إذ يتم تقديم المعروضات دائمًا في سياقها التاريخي والمكاني. فعلى سبيل المثال، سيكون لقبة من قصر الحمراء غرفة خاصة بها يمكن للزوار أن يستشعروا فيها أجواء حدائق الحمراء - سواء من الناحية الصوتية أو العطرية بمساعدة الروائح السائدة في حديقة الحمراء. وفي الوقت الراهن يستخدم الدكتور ستيفان ويبر وفريقه فترة إغلاق المتحف للجمهور بسبب جائحة كورونا لتجربة خيارات العرض الجديدة.

تعزيز التعاون الدولي

إضافة الى ذلك يستغل فريق الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر فترة الإغلاق لتطوير مفهوم المعرض وبناء جسور التعاون مع الجهات الدولية المختلفة في قطاع المتاحف، حيث يعد التعاون الدولي أحد مجالات العمل المهمة للمتحف، والذي يتم توسيعه على الرغم من جميع قيود السفر. ومن الأمثلة على ذلك أكاديمية متحف سوا، فبالتعاون مع هيئة متاحف الشارقة وجامعة برلين للتكنولوجيا والإقتصاد ومعهد جوته بمنطقة الخليج، يتم العمل على جمع موظفي المتاحف العربي والألماني الشباب للتبادل والتدريب الإضافي. يمكن للمتاحف أيضًا أن تلعب دورًا مهمًا في الأزمات، كما يوضح مشروع المتحف الثاني "مشروع التراث السوري" والذي يقوم بجمع وتوثيق ورقمنة المعلومات حول التراث الثقافي المادي وغير المادي لسوريا، الذي يتم تدميره وتهديده بسبب النزاعات المسلحة الحالية.  ومن خلال ذلك يقدم متحف الفن الإسلامي مساهمة مهمة في إعادة بناء الأصول الثقافية السورية.

لا ألفيس بدون عود: ناشط ضد الشعبوية والتطرف

ليس هذا كل شيء، حيث يرى الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر أن مسؤولية المتحف ليس فقط في الحفاظ على الثقافة، ولكن أيضًا تحدد دوره في المجتمع بنشاط. وأشار الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر أنه في أوقات الإسلاموفوبيا والتطرف الإسلامي والتطرف الشعبوي اليميني، فإن المتحف واجه الشعارات الشعبوية بأشياء وحقائق واقعية، ويقدم متحف الفن الإسلامي قصة المعروضات، وهذا في الغالب أحد "الروابط والعلاقات والسياقات" بين الثقافات. إن المعروضات ليست معزولة، ولكنها جزء من التبادل المستمر للمعرفة والتقنيات بين الثقافات، مدفوعة بالهجرة والتجارة. وفقًا للأستاذ الدكتور ستيفان ويبر كان الفن والثقافة الإسلامية بالفعل جزءًا من ثقافة العصور الوسطى شمال جبال الألب. سواء كانت الصقارة أو الشطرنج أو الآلات الموسيقية مثل العود الذي تطور منه الجيتار - تنتقل التقنيات والأشياء والمعرفة الثقافية ذهابًا وإيابًا بين العالم الإسلامي وأوروبا، مما يؤثر على بعضها البعض. هذه هي الطريقة التي أتت بها الربابة، الشكل العربي المسبق للكمان، إلى أوروبا، ثم أصبح كمانًا أوروبيًا جزءًا مهمًا من الموسيقى العربية الكلاسيكية. إن هذا التصور للصلات بين الثقافات وأهميتها المباشرة لهوية الفرد هي المهمة المركزية للمتحف وفقاً للأستاذ الدكتور ستيفان ويبر، والذي أشار إلى أنه "بدون العود العربي لا يوجد إلفيس بريسلي".
لتوصيل هذه الرسالة إلى المجتمع، يعمل المتحف مع المدارس والمساجد ونوادي الشباب. كما يعزز مشروع تمام، التعاون مع مجتمعات المساجد، المشاركة الثقافية للشباب المسلم. يقوم مشروع "ملتقى - متحف نقطة الالتقاء"، الذي ينفذه المتحف جنبًا إلى جنب مع متحف الشرق الأدنى القديم ومتحف بود والمتحف التاريخي الألماني، بتدريب اللاجئين أو المهاجرين من خلفية سورية أو عراقية كمرشدين للمتحف يقدمون بعد ذلك جولات بلغتهم الأم . يعمل المشروع الآن بنجاح لمدة ست سنوات وحصل على العديد من الجوائز.
جميع هذه المشاريع تجعل من متحف الفن الإسلامي إستثنائيًا للغاية وتظهر أن العمل المتحفي الناجح لا يجب أن يقتصر على جدران المتحف. تكمن قناعات الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر بأنه "يمكن للمتاحف أن تغير الأشياء"، عندما يغادرون البرج العاجي وينتقلون أكثر إلى وسط المجتمع. لقد كان الحضور الكبير للمحاضرة من مختلف دول العالم دليل واضح على الإهتمام الكبير بسلسلة محاضرات الجمعية، إضافة إلى ذلك أتيحت الفرصة للحضور للإستفسار والنقاش مع الأستاذ الدكتور ستيفان ويبر.
ستتناول المحاضرة القادمة من سلسلة المحاضرات نشاطات متحف الفن الإسلامي، حيث ستقدم رشا كنجراوي وميريام كورتس في محاضرتيهما أثنين من أكبر مشاريع البحث والتوعية بالمتحف "ما وراء جدران المتحف: مبادرة التراث السوري والتوعية من أجل مستقبل مشترك في متحف الفن الإسلامي".
يمكنك العثور على مزيد من المعلومات حول المحاضرة التالية وسلسلة المحاضرات هنا.