لقاء الطاولة المستدير لجمعية الصداقة العربية الألمانية - مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق - العراق
تحولت الجمهورية العراقية في السنوات الأخيرة إلى مركز هام للحوار الإقليمي، حيث شهدت مدينة بغداد العديد من الإجتماعات
...تحولت الجمهورية العراقية في السنوات الأخيرة إلى مركز هام للحوار الإقليمي، حيث شهدت مدينة بغداد العديد من الإجتماعات
...يعد متحف الفن الإسلامي في الدوحة في قطر واحداً من أكثر الأماكن زيارة في قطر، وأحد من أهم متاحف الفن الإسلامي في العالم،
...في ضوء الإنتقادات الموجهة لمونديال كرة القدم في قطر نهاية عام 2022، تدهورت العلاقات الألمانية القطرية بشكل ملحوظ. إضافة
...قام سعادة السيد خالد جلال عبد الحميد، سفير جمهورية مصر العربية في برلين بزيارة عاصمة ولاية بافاريا في الفترة من 27 إلى
...يعد معبد آشور أهم وأكبر الأماكن المقدسة للإمبراطورية الآشورية، حيث تم تخزين أجزاء من واجهته المصنوعة من الطوب المزجج
...كيف يمكن للمرء إعادة تجميع 27000 قطعة حجرية مدمرة عمرها 3000 عام لتشكل تمثالاً؟ ما هي قصص الدمار وإعادة الإعمار التي يمكن أن تخبرنا بها تلك الحجارة؟ كان هذا السؤال محور المحاضرة الثانية في سلسلة محاضرات جمعية الصداقة العربية الألمانية الجديدة "نظرة- متاحف برلين تقدم نفسها"، والتي عقدت عبر الإنترنت في 26 نوفمبر 2020.
تحدثت الدكتورة ناديا كوليديس، نائبة مدير متحف آثار الشرق الأدنى - متاحف الدولة في برلين في محاضرتها والتي كانت تحت عنوان " تحدث مع الحجارة والحجارة تتحدث إليك: ما يمكن أن نتعلمه من إعادة بناء تماثيل تل حلف" حول مشروع اعادة ترميم التماثيل التي دمرت في الحرب العالمية الثانية بشكل مثير ومشوق. فيما اشار مُضيف المحاضرة نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية الاستاذ الدكتور كلاوس بيتر هازه في كلمته الافتاحية إلى اعمال الترميم المثيرة للإعجاب التي قام بها فريق الدكتورة ناديا كوليديس والذي يعد بمثابة معجزة. خلال جولة له في أقبية متحف البيرغامون في تسعينيات القرن الماضي، رأى قطع حجرية غير مفروزة وملقاة في الممرات في اوعية خاصة بالفحم، وكان من غير المعقول تقريبًا تشكيل تماثيل تذكارية من أكوام تلك الحجارة.
تل حلف: قصة دمار
تدمير التماثيل الأثرية في الحرب العالمية الثانية لم يكن الأول في تاريخ تلك التماثيل. حيث عثر ماكس فون أوبنهايم على تلك التماثيل أثناء أعمال التنقيب التي قام بها في تل حلف في سوريا والتي تم إحضارها إلى برلين، حيث تمثل تلك البقايا مقر الاميرالآرامي والذي يبلغ عمرها 3000 عام، والتي - كما يعتقد العلماء – انها دمرت اثناء حملة عقابية عبر المنطقة الآشورية في القرن الثامن قبل الميلاد. الدمار بالحرب – والذي يظهر من خلال قصة التماثيل هو السمة السائدة لها. فقد اضطرت حفريات أوبنهايم التوقف بسبب الحرب العالمية الأولى والتي دمرت جزءً من المعثورات الاثرية التي تم اكتشافها حتى ذلك الحين. وفي عام 1930 قام أوبنهايم بعرض المنحوتات التي تم ترميمها وإعادة بناؤها جزئيًا في متحف تل حلف المؤقت والذي تم بناؤه في ورشة آلات سابقة. وعلى الرغم من الموقع غير المناسب والمنافسة من متحف البيرغامون، والذي تم افتتاحه للتو آنذاك، فقد تركت المجموعة انطباعًا مميزاً لدى الزوار. كانت إعادة بناء المدخل المهيب لقصر كابارا رائعة بشكل خاص مع منحوتات الحيوانات والأعمدة لتماثيل الآلهة حيث تركت آثرًا واضحة في أعمال الفنانين المعاصرين مثل النحات فيلهلم ليهمبروك.
أحجية ثلاثية الأبعاد مكونة من 27000 قطعة - كيف نجحت معجزة الاستعادة
كان التدمير المتجدد للمعثورات الاثرية بواسطة قنبلة فوسفورية في نوفمبر 1943 مأساويًا للغاية. وفي أغسطس 1944 تم جمع قطع التماثيل المدمرة وتكديسها في الطابق السفلي من متحف البيرغامون واعتبرت لفترة طويلة غير قابلة للإصلاح ولا يمكن ترميمها. واعتبرت الدكتورة ناديا كوليديس عدم التخلص من قطع التماثيل والاحتفاظ بها حتى عام 1993 معجزة، واستندت إلى حقيقة أن المعثورات الاثرية كانت مملوكة رسميًا من قبل ورثة أوبنهايم والذين كانوا يقيمون في غرب ألمانيا، لكن الآثار نفسها كانت في برلين الشرقية.ومع سقوط جدار برلين، تم توضيح الملكية وإعادة تقييم الأجزاء كجزء من" المخطط الرئيسي لجزيرة المتاحف في برلين". وتم الحصول على دعم مؤسسة ماكس فون أوبنهايم المالي لمحاولة ترميم التماثيل. في عام 2001 قام فريق الدكتورة ناديا كوليديس / متاحف الدولة في فريدريششاجين بمهمة غير قابلة للتحقيق تقريبًا تتمثل في فرز وتجميع أجزاء التماثيل المدمرة - مع توقعات منخفضة وفرص ضئيلة للنجاح. ولم يتم تطوير برامج الكمبيوتر التي يمكن أن تساعد في العملية في ذلك الوقت، لذا كان على الفريق فرز الأجزاء يدويًا. واشارت الدكتورة كوليديس "ان العمل كان مثل أحجية ثلاثية الأبعاد مع 27000 قطعة". تم فرز الحجارة مرارًا وتكرارًا وتم فحص الأجزاء بحثًا عن الأسطح المعالجة والشوائب من أجل التمكن من إنشاء روابط بين تلك القطع وفي مسار إضافي من العملية، تم تجميع المنحوتات الأولى تدريجياً بمساعدة نقاط الغراء الملونة والأشرطة والغراء الساخن.
"الاستمع إلى الحجارة"
في اشارة الى عنوان المحاضرة فقد تحدثت الدكتورة ناديا كوليديس إلى ان فريق العمل تعلم الحديث الى الحجارة وقطع التماثيل المدمرة. وكان التساؤل النقدي الدائم عن مدى نجاح عملية اعاد تاهيل وترميم التماثيل، لذا كان من الضروري دائمًا فك الأجزاء التي تم ربطها بالفعل وإعادة تجميعها وتطوير طرق ترميم جديدة. وهو الامر الذي يتطلب الكثير الصبر والالتزام من فريق المرمم ستيفان جايزميير. لكن الجهود آتت أكلها: فبعد تسع سنوات، أعيد تجميع تماثيل تل حلف إلى حد كبير. في بعض الحالات، نجح العلماء أحياناً في تحسين عمليات إعادة بناء التماثيل التي قام أوبنهايم في بنائها، وجلبوا الأجزاء التي كانت لا تزال قد وضعت بشكل غير صحيح أثناء عملية الترميم الأولى إلى المكان الصحيح. فقط 2000 قطعة، معظمها من داخل المنحوتات لم يتم تحديد مكانها الدقيق، واكدت الدكتورة ناديا كوليديس ان عملية الترميم واعادة تأهيل التماثيل لم تكن ممكنة إلا من خلال العمل الجماعي المتميز وظروف العمل المثالية لإنجاز هذا العمل.
مستقبل منحوتات تل حلف
لا تزال معظم المنحوتات في المستودع وتنتظر إعادة تصميم متحف الشرق الأدنى في جزيرة المتاحف في برلين. في غضون ذلك، تنطلق بعض المنحوتات في رحلة حيث تمّ إعارتها إلى متاحف أخرى، مثل متحف اللوفر. اضاف الى ذلك سيوضع مدخل قصر كابارا ليرحب بالزوار في متحف الشرق الادنى القديم في التصميم الحديث للمتحف، ولكن ليس مع شخصيات الآلهة مثل تماثيل الكارياتيات، كما نفذها أوبنهايم، ولكن مع أعمدة بسيطة، لأنه لا توجد أدلة علمية كافية على النسخة التي يفضلها أوبنهايم. وإلى أن تصبح المنحوتات المهيبة مثل طائر الغريفين والأسد ورجل العقرب متاحة للجميع مرة أخرى، يمكنك زيارة المستودع في فريدريششاجين بعد التسجيل - وبعد رفع القيود المتعلقة بـجائحة كورونا مرة أخرى.
من خلال هذه المحاضرة قدمت الدكتورة ناديا كوليديس فرصة رائعة لإلقاء نظرة خلف كواليس العمل المتحفي لاعضاء جمعية الصداقة العربية الألمانية والمهتمين. في المحاضرة الثالثة لسلسلة محاضرات جمعية الصداقة العربية الألمانية الجديدة "نظرة" والتي ستقام يوم 21 يناير 2020، يقدم الاستاذ الدكتور ستيفان ويبر، مدير متحف الفن الإسلامي متحفه. وفي 11 فبراير 2020، يقدم العاملين في المتحف رشا كنجوارى ومريم كورتز تقريراً حول مشاريع المتحف العديدة.
يمكنك الاطلاع على مزيد من المعلومات حول سلسلة المحاضرات والبرنامج هنا